وزير العدل يعلن تفعيل "اتفاقية بودابست" حول الجرائم الإلكترونية
وصلت قضية استهداف لاعب المنتخب المغربي، زكرياء أبو خلال، بمقال مسيء من طرف موقع إلكتروني، إلى البرلمان اليوم الاثنين، حيث طرح فريق التجمع الوطني للأحرار الأمر خلال جلسة الأسئلة الشفوية لمجلس النواب، أمام وزير العدل عبد اللطيف وهبي، هذا الأخير الذي أعلن عن اقتراب المملكة من المصادقة على اتفاقية بودابست المتعلقة بالجرائم الإلكترونية.
واعتبر فريق التجمع الوطني للأحرار، من خلال مداخلة للنائبة البرلمانية زينب السيمو، أن من نشروا المقال المسيء لأبو خلال، الذي نُعت فيه بالتطرف بسبب مظاهر التدين التي تبرز في صوره وتصرفاته، حاولوا "سرقة فرحة المواطنين المغاربة بإنجاز منتخبهم الوطني في كأس العالم"، واعتبر الحزب الذي يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن الأمر يتعلق بـ"تشهير غير مقبول".
وتفاعل وهبي مع هذا الأمر، من خلال وصف الموقع الذي نشر المقال بأنه "يروج للخزعبلات"، مبرزة أن المغرب يتوفر على "صحافة جيدة وصحافة أخرى" على حد تعبيره، لكنه من الناحية القانونية أعلن عن قرب تفعيل اتفاقية بودابست المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، مبرزا أن المملكة وقعت عليها لدى مجلس أوروبا وستشرع قريبا في إجراءات المصادقة عليها.
وبتاريخ 12 ماي 2022 وقع وزير العدل البروتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقية بودابست لمحاربة الجريمة الإلكترونية، وذلك خلال مشاركته ممثلا عن المغرب في مؤتمر دولي حول الجرائم الإلكترونية بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، علما أن هذه الاتفاقية مُعتمدة بلجنة الوزراء لمجلس أوروبا منذ 8 نونبر 2001.
وتهدف الاتفاقية، حسب وزارة العدل، إلى توحيد السياسة الجنائية للدول الأعضاء في مجال الجريمة المعلوماتية، وتسهيل التنسيق بين مختلف السلطات الوطنية في مجال مكافحة الإجرام المعلوماتي والحد منه، إلى جانب إرساء قواعد إجرائية للتعاون الدولي تتميز بالسرعة والفاعلية والدقة، حيث اعتبر وهبي أن الأمر يتعلق بجرائم عابرة للحدود.
وقال الوزير حينها إن الجرائم المعلوماتية والجرائم المرتكبة باستعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة أو الانترنت، بطبيعتها جرائم عابرة للقارات ولا تعترف بالحدود الجغرافية للدول، كما لا تعترف بمبررات الاختصاصات القضائية أو الأمنية، موضحا أن اتفاقية بودابست أتت لتقديم لهذه المشكلة، وقررت المملكة الانخراط فيها وعيا منها بتنامي الجريمة الإلكترونية في العالم وما تليها من أضرار اجتماعية واقتصادية ونفسية.